الاثنين، 19 مارس 2012

لنواجه أسلحة الدمار الشامل عندهم .. بسلاح العمار الكامل الذي نملك ..



بحدِّ السيف وسِنِّ القلم يا أمير ..
حقق عبد العزيز .. الحلم الكبير ..
وبالكلام الكثير لن تتحقق وحـدة ..
وبغير السيف .. لن يحدث التغيير..
وشبه الجزيرة العـربية لـن تتوحد ..
وحُكَّامها عملاء للأجانب .. خنـازير ..
عن ما سلبوا .. بالحسنـى لن يتنازلوا ..
وإبادتهم فرض واجب .. يجب أن يصير..

… حلم والدكم العظيم الفيصل بن عبد العزيز .. يا تركي يا ابن الفيصل .. وحفيد عبد العزيز .. كان تحقيق قيام دولة واحدة .. على كامل أرض شبه الجزيرة العربية .. وبالنسبة لجدكم عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود .. كان هذا هدفه الأسمى .. يوم خرج من منفاه الكويتي بالأربعين الخالدين الذين استخلصوا الرياض من آل الرشيد .. حيث بدأت عملية التوحيد هذه .. واستمرت بحد السيف السعودي .. وسن قلم الدعوة السلفية .. ولم تكتمل يوم إعلان المملكة مملكة .. في الثالث والعشرين من أيلول سبتمبر 1933 .. إنما الظروف الدولية كانت أقسرتها على التوقف حيناً .. بأمل العودة في الوقت المناسب إلى زخمها الأول .. لاستكمال الوصول إلى الهدف المنشود .. الأمر الذي لم يستطع جدكم عبد العزيز تحقيقه في حياته .. فكانت وصيته لأبنائه بوجوب استكمال المسيرة .. وكان والدكم الفيصل العظيم رحمه الله .. قد حدَّثنا في مجلس .. نحن أحد الأحياء الذين شاركوا فيه .. ومن الأحياء السعوديين أيضاً .. الشيخ جميل الحجيلان وزير الإعلام آنذاك (1966) .. والشيخ أحمد عبد الوهاب رئيس الديوان الملكي .. أما الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى .. فكان منهم الدكتور معروف الدواليبي .. رئيس وزراء سوريا الأسبق .. والدكتور أحمد السمِّان رئيس الجامعة السورية .. وصفي الملك وعضده أثناء فترة التأسيس ..الدكتور رشاد فرعون .. والدكتور شكيب الجابري الأديب السوري الكبير.. يوم ذاك قال لنا الفيصل .. أنه ثار وفار يوم تلقى أمر والده بالرجوع بالجيش السعودي الذي كان يقوده .. والذي كان قد دخل ميناء الحديدة في اليمن في 26/4/1934  .. ولكنه أمر الوالد .. قال لنا الفيصل .. وطاعة الوالدين تأتي أولاً .. بأمر الله سبحانه وتعالى .. يقول الفيصل "وكنت قد دخلت الحديدة المدينة والميناء .. وكان بإمكاني ضم اليمن بكامله إلى المملكة .. قلت للسيد الوالد ذلك فردَّ عليَّ بالقول .. سنفعل ذلك ذات يومٍ معاً .. وإن كنت قد ذهبت إلى لقاء ربي فأنت من ستفعل ذلك يا فيصل .. وهذا واجب على أولادي وأحفادي من بعدي .. وكل الأمل ألاّ تتهاونوا في أدائه .. فالمملكة لن تكون مملكة .. إذا لم تتكامل جغرافياً وحياتياً .. يجب تنظيف أذيال شبه الجزيرة من عملاء أصحاب العيون الزرق" (يعني الإنكليز .. وعنى بالعملاء حكام المشيخات .. الذين مازال أحفادهم يتحكمون بدويلات القرى على أذيال الخليج) .. وروى لنا الفيصل يومئذٍ .. أن معظم الأخوة (اخوته) يعرفون عن هذه الوصية .. وقال " بعضهم كان حاضراً .. يوم أوصى بها سيدي الوالد .. وعيناه مغرورقة بدموعه .. حزناً على تفويت فرصة ضم اليمن إلى وحدة شبه الجزيرة .. لتقوم عليها دولة واحدة متكاملة .. يحتاج إليها الآخرون ولا تحتاج أحدا "..

… إلى أهم ما في حديثك يا أمير .. في مؤتمر (الخليج والعالم) الذي عقد في الرياض .. سَنَتَعَرَّضُ الآن يا تركي يا ابن فيصل .. ودعوتك للالتفات إلى " أوضاعنا الداخلية " مؤكداً أنه "لن تكون هناك فاعلية خارجية دون داخل فاعل" والداخل الفاعل الذي أردته يا أمير (التأسيس لجزيرة عربية موحدة ، ومجلس شورى منتخب لدولة واحدة ، واقتصاد واحد وعملة واحدة ، ومناهج تعليمية واحدة ، لصناعات طاقة وبتروكيماويات واحدة ) .. هذا حلم أبيك كان .. وهدف جدك الذي من أجله بدأ مسيرته .. يُشير إليه يُشير إليه واحد من نسله .. وكان حرياً به أن يتحقق .. قبل ذلك بزمن طويل .. ولو العمر كان قد امتد بوالدك الفيصل .. لكان  تحقق وهو القوة النووية .. التي بها يتحقق ذلك الحلم .. والتي إليها أشرت في حديثك وفيها قلت "فشلت جهودنا وجهود العالم في إقناع ( إسرائيل ) بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل وكذلك بالنسبة لتسلح إيران بنفس الأسلحة ، فلا بد لنا بل من واجبنا ، تجاه أوطاننا وشعوبنا ، أن ننظر في جميع الخيارات المتاحة ، ومن ضمنها حيازتنا لتلك الأسلحة .." .. وما دمنا في حديث الأسلحة .. نسألك يا أمير عن الوسيلة لحيازة تلك الأسلحة .. -إذا اقتضى الحال لحيازتها – كما قلت .. والأمل أن لا يكون بشرائها من (الأصدقاء) الأمريكان .. لتعزيز الدولار المنهار .. كما شأن جميع مشتريات الأسلحة و لتعويضهم عن ما أنفقوا من أموال .. في غزو أفغانستان والعراق وليبيا والصومال .. بل بتحريض العقول في أرض الحرمين الشريفين .. والعالمين العربي والإسلامي .. لإنتاج أقوى وأفعل .. من أسلحة الدمار الشامل التي أنتجها من أنتجها .. ويعمل على احتكارها لنفسه دون سواه .. مصدر قوة له يسيطر بها على غيره . في مواجهة هذه الأسلحة يجب أن نبدع أسلحة عمارٍ كامل .. تهزم الأعداء وتنتصر للأصدقاء .. تفتك بالأشرار دون تخريب أو إراقةٍ للدماء .. وتدفع الأبرار لقتل الشرور بالمحبة .. وهذا السلاح متوافر لدينا ولديكم يا أمير .. ولا يحتاج إلاّ إلى تفعيلٍ .. إنه البدء بتنفيذ ما بدأه الأجداد .. ولا نذهب بعيداً لنتحدث عن الأجداد الأمويين .. الذين  ضاقت بهم شبه الجزيرة والشام .. فألحقوا الدنيا ببستان هشام .. وجعلوها عامرة يانعة معطاءة .. ليس فيها جائع ولا عار ولا مريض ولا محتاج .. إنما إلى جدكم عبد العزيز نعود .. الذي على الفطرة شبَّ ونشأ .. ورأى أن الحلَّ لمواجهة شرور الأشرار.. الذي عمَّ في مطلع القرن العشرين .. هو استعادة شبه الجزيرة العربية .. من لصوص القبائل والعشائر .. الذين وضعوا أنفسهم في خدمة الأجنبي الطامع الدخيل .. الذي أقام لهؤلاء اللصوص دويلات متفرقة .. تتناحر في خدمته .. وتضمن له السيادة الكاملة .. الأمر الذي مازال قائماً حتى اليوم .. والذي لطالما سمعنا خادم الحرمين الشريفين عبد الله يرفضه .. أيام كان ولياً للعهد .. ويدعو حكام المقتطعات من شبه الجزيرة .. بأنهم صبيان الغريب في دويلات قرىً يجب أن تزول .. هذه الدويلات التي كان يرفضها ويعمل على إزالتها .. قبل عبد الله بن عبد العزيز .. أخوه خادم الحرمين الفهد رحمه الله .. والتي جاء الملك عبد الله مؤخراً يذكرها .. في القمة الخليجية الأخيرة .. ويدعوا للانتقال من التعاون الخليجي إلى الاتحاد ..

… لو كانت وحدة شبه الجزيرة العربية تَمَّت في النصف الأول من القرن العشرين .. كما كان يُخطط لها الرائد الوحدوي الأميِّ .. عبد العزيز بن عبد الرحمن .. الذي لم تُثَقفه جامعات الإنكليز والأمريكان .. كما اليوم معظم أولاده وأحفاده وأولاد أحفاده .. لكنَّا تَمَلّكنا سلاح العمار الشامل منذ ذلك الحين .. ولَكانت لنا اليوم الدولة النموذج .. المتمددة على كامل شبه الجزيرة العربية .. الدولة المتكاملة التي لا تحتاج للآخرين .. والتي لا تُرهبها أسلحة الدمار الشامل (الإسرائيلية) منها والإيرانية .. وحتى الأمريكية أيضاً .. ولكان عندنا الكثير لنُعطي الآخرين غير المتكاملين .. ونضرب لهم المثل الأعلى في التكامل .. وندفع بشعوب العالمين العربي والإسلامي .. إلى رفض الفرقة التي فُرِضَت عليهم بالتآمر .. الذي أزاح السلطان عبد الحميد عن عرش السلطنة العثمانية .. ومنصب الخلافة الإسلامية .. حيث بدأ الانحدار واستمر ويستمر . ثروة النفط التي جاءت منحة من الله سبحانه وتعالى .. ما كانت لتذهب هباء متبددة بالجهل والجهالة .. لتستقر في مصارف الذين خططوا لإنهاء الخلافة .. وفرضوا الفرقة التي كانت في الواقع المرير .. سلاح الدمار الشامل الأول والمستمر في تدميره .. ما استمر اعتمادنا على أعدائنا في تحقيق نهضتنا ولجوئنا إليه .. قروداً مقلدين إياه .. في مأكلنا ومشربنا وملابسنا .. نريد أن نكون هو .. ولن نكون .. ولنكون شيئاً يُذكر يجب أن ننطلق من أنفسنا .. فالعدو من ذاته انطلق .. فكان ما هو عليه الآن ..

… ولنصير يا أمير يا ابن فيصل وحفيد عبد العزيز .. يجب أن ننهي أولئك الصراصير .. المعششين في أذيال شبه الجزيرة العربية .. ولا زوال لهم إلاّ بالمبيدات الحشرية .. التي استعملها عبد العزيز .. أو ما يماثلها في عالم اليوم .. وإلاّ فلسوف تستمر أنت في أحلامك .. وسيستمر خادم الحرمين عمك عبد الله في تمنياته على الصراصير .. ليعيفوا الفرقة التي هم فيها وعمالتهم للأجنبي .. ليبقوا حكاماً ولينخرطوا في الدولة الواحدة .. التي تعيد إلينا ما هو أعظم وأزهى من أمجاد الأمس .. التي جعلت منا الحضارة التي عنها أخذ الآخذون .. ما يُحققونه من أمجاد هذه الأيام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق